بين الحقيقة والوهم: ما الذي يجب أن نصدقه عن التكنولوجيا؟
1. البلوتوث والواي فاي يستهلكان البطارية دائمًا
كان هذا صحيحًا في التسعينيات، لكن مع تطور الشرائح الإلكترونية أصبح استهلاك البلوتوث والواي فاي للطاقة ضئيلًا جدًا. في الواقع، تركهما مفعّلين طوال اليوم لا يستنزف البطارية كما يظن البعض، بل الاستنزاف الأكبر يأتي من التطبيقات الثقيلة أو الشاشة.
2. الميغابكسلات وحدها تحدد جودة الكاميرا
الناس يطاردون رقم الميغابكسلات، لكن الحقيقة أن جودة الصورة تعتمد على حجم المستشعر، قوة العدسة، والمعالجة البرمجية. لذلك، نجد أن بعض هواتف 12 ميغابكسل تقدم صورًا أفضل من أخرى بـ 108 ميغابكسل.
3. آبل تُبطئ أجهزتها عمدًا دائمًا
صحيح أن آبل أبطأت بعض الأجهزة في الماضي فيما عُرف بـ Batterygate، لكنها اليوم أصبحت أكثر شفافية. تباطؤ الأجهزة يحدث غالبًا بسبب التحديثات الثقيلة التي صُممت للأجهزة الأحدث، وليس مؤامرة لإجبارك على شراء جديد.
4. عدد الأشرطة يساوي سرعة الإنترنت
الأشرطة تعبّر عن قوة الإشارة، لا عن سرعة الإنترنت. قد تحصل على أربع أشرطة لكن مع سرعة بطيئة إذا كان الضغط على الشبكة عاليًا، والعكس صحيح.
5. إغلاق تطبيقات الخلفية يحسّن الأداء
هذه عادة شائعة لكنها غير صحيحة مع الهواتف الحديثة. أنظمة مثل iOS وأندرويد تدير التطبيقات بذكاء، وغلقها يدويًا قد يزيد استهلاك البطارية بدلًا من الحفاظ عليها.
6. تصفير البطارية قبل الشحن يحافظ عليها
هذه خرافة قديمة تعود لعصر بطاريات النيكل. البطاريات الحالية من نوع ليثيوم-أيون لا تحتاج إلى هذا الإجراء، بل يُفضل إبقاؤها بين 20% و80% لإطالة عمرها.
7. أجهزة آبل محصنة ضد الفيروسات
لا يوجد نظام تشغيل محصن بالكامل. صحيح أن استهداف ويندوز وأندرويد أكثر شيوعًا، لكن أجهزة ماك وآيفون يمكن أن تتعرض لبرمجيات خبيثة، وإن بنسبة أقل.
8. زيادة الرام تعني جهازًا أسرع دائمًا
زيادة الرام تساعد على تعدد المهام، لكنها ليست العامل الوحيد. المعالج (CPU) ومعالج الرسوميات (GPU) هما الأساس في السرعة. لذلك، حاسوب برام 16 غيغابايت قد يكون أبطأ من آخر برام 8 غيغابايت لكن بمعالج أقوى.
9. شحن الهاتف طوال الليل يدمّر البطارية
معظم الهواتف الحديثة مزودة بأنظمة ذكية توقف الشحن عند 100%. لذلك، لن “تحترق” البطارية إذا تركتها موصولة طوال الليل، لكن الأفضل الحفاظ على دورات شحن متوازنة.
10. الوضع الليلي يحمي العينين دائمًا
من أكثر الخرافات الحديثة شيوعًا أن الوضع الليلي أو Dark Mode يحمي العينين ويمنع إجهادها. لكن الحقيقة أن الأبحاث الطبية لم تثبت ذلك بشكل قاطع. ما يفعله الوضع الليلي هو تقليل الإضاءة الزرقاء وتحسين تجربة القراءة في الأماكن المظلمة، لكنه لا يعالج مشاكل العين. بعض الدراسات أشارت أن النصوص البيضاء على خلفية سوداء قد تزيد من صعوبة القراءة لفترات طويلة.
أرى أن الوضع الليلي مفيد من ناحية الراحة البصرية وتوفير البطارية في شاشات OLED، لكنه ليس علاجًا سحريًا كما يعتقد البعض. المهم هو ضبط سطوع الشاشة والالتزام بفترات استراحة للعين.
إن التمسك بهذه الخرافات لا يعكس سوى مقاومة طبيعية للتغيير. نحن نرتاح لما نعرفه، ولكن في عالم التكنولوجيا، ما كان صحيحًا بالأمس قد يكون ضارًا اليوم. إن فهم كيفية عمل أجهزتنا الحديثة حقًا يحررنا من القلق غير الضروري ويسمح لنا بالاستمتاع بقدراتها الكاملة دون طقوس لا معنى لها.
التكنولوجيا مليئة بالمعلومات المضللة التي تتحول إلى “حقائق” في أذهاننا بمرور الوقت. لكن الفارق بين الوهم والحقيقة يحتاج دائمًا إلى وعي وبحث قبل تبني أي فكرة.

0 تعليقات